فضاء حر

خطوة جديدة على طريق الانفصال

يمنات

خطوة جديدة على طريق الانفصال أعلنت، أمس الأول، من القاهرة. حسن باعوم، وحيدر أبوبكر العطاس، وعبد الرحمن الجفري، أصدروا بياناً مشتركاً تبنوا فيه "استقلال الجنوب" كخيار.

لا جديد في مطالبة باعوم بالانفصال؛ غير أن الجديد تمثل في توقيع العطاس على البيان كممثل لتيار القاهرة، الذي يقف على رأسه الرئيس الأسبق علي ناصر محمد. كما أن تبني الجفري خيار الاستقلال يُمثل جديدا، لاسيما والرجل ظل، طوال الفترة الماضية، في منطقة الفدرالية، التي كان من أقدم المنادين بها.

انضمام علي ناصر، والجفري، إلى التيار المطالب بالانفصال سيمثل انعطافة مهمة في مسيرة الداعين إلى "فك الارتباط".

وهذا لا يعني إلا أن الرئيس هادي فشل في التعامل مع الوضع في الجنوب. ويعزز هذا الفشل أن هادي لم يتبع أي إجراءات تصحيحية على الأرض في الجنوب؛ ولو شكلياً. لم يقترب الرجل من حل مشكلة المسرحين الجنوبيين قسرياً. وإلى هذا مازال يقف بعيداً عن ملف نهب الأراضي. وقد ضاعف من مأزقه أن حلفاءه في الشمال متشبثون بما أصبح تحت أيديهم جراء عمليات النهب في الجنوب؛ حتى أن أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يرفضون إعادة منزل علي سالم البيض.

 

جنوباً؛ لا انفراج يلوح في الأفق. ويبدو كما لو أن اليمن تتجه نحو تحويل القضية الجنوبية إلى مأزق وطني. أدوات نظام الرئيس السابق مازالت تحكم قبضتها على البلاد، وتديرها بذات العقلية التي حولت اليمن إلى كتلة من الأزمات. ذهب علي عبد الله صالح؛ غير أن المشاكل التي خلفها تزداد تعقيداً.

من الواضح أن القوى النافذة ذاتها استمرت في عدم الاكتراث بما يجري في الجنوب، فيما استقوى الرئيس هادي بالخارج، وأبين كعصبة، لاحتواء القضية الجنوبية، وإجبار الحراك، والقيادات الجنوبية في الخارج، على المشاركة في الحوار.

جبهة الانفصال تتسع، وخيارات الرئيس عبد ربه منصور هادي تضيق؛ بين الرهان على الخارج، وأبين، إضافة إلى التحالف مع السعودية والتجمع اليمني للإصلاح. لكن لا يمكن الحفاظ على الوحدة الداخلية عبر الاستقواء على الحراك بالرفض الدولي الحالي للانفصال.

مثل موقف المبعوث الأممي وسفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن صدمة للقيادات الجنوبية، التي التقت الجانبين، بشكل منفصل، في القاهرة. جمال بن عمر، والسفيرة الأوروبية، رسالة قوية للعطاس وعلي ناصر: حضور الحوار دون شروط مسبقة. وكان يُمكن تفهم ذلك لو أن الرئيس هادي بدأ بالفعل إجراءات حقيقية لتنفيذ النقاط الـ20، لبعث رسائل اطمئنان لجميع اليمنيين؛ غير أن رسالة الخارج للجنوبيين جاءت فيما الوضع مازال يراوح مكانه، سياسياً وعلى الأرض.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى